الأربعاء، 24 مارس 2010
انتخابات الرئاسة القادمة في مصر المناخ السياسي ودور مبارك
حمل الرئيس مبارك منذ توليه حكم البلاد في جمهورية مصر العربية مسؤليات تطلبت منه الجهد الجهيد لترميم جسد البلاد مجددا من التمزقات التي كانت ارث الجيل القديم الرئيسان جمال عبد الناصر وانور السادات من وضع اقتصادي متدهور وعزلة سياسية وفساد لا حدود له بلغ درجة النهم العظمى
وكوني كاتب حر مستقل ولا اتعدى حدود التحليل السياسي فقط ارى انه لا بد ان اعطي هذا الرجل حقه لاننا لا نقدر ان ننكر او نتجاوز ذكر الدور الذي لعبه هذا الحاكم المحنك منذ توليه سدة الحكم والى اليوم وبالرغم من ان اداءه كان بطيئا يتسم بالحذر الشديد والمكر السياسي المطلق استطاع بكل هدوء ان يحل الازمات السابقة ويذللها ويصل بالبلاد الى مرحلة من التوازن الاستراتيجي بين الداخل والخارج فعبد الناصر مثلا كان سببا لدخول الوطن العربي وعلى راس القائمة مصر في الحرب الباردة بسبب الاتحاد السوفياتي ثم بعد ,وضع عبد الناصر مصلحة العالم العربي اولا ومصلحة مصر ثانيا والسادات فعل العكس بينما الرئيس مبارك استطاع ان يحقق التوازن بين الموقفين في الوضع العربي والدولي .
اليو م اصبحت مصر في عهدها الجديد حليفة كل القوى ,وقد اصبحت القاضي العربي او شيخ العشيرة الذي يحتكم اليه
حيث انه صعد الوضع الاقتصادي المنهار(والشعب الفقير يفقد الكثير من خياراته) وحل مشكلة العزلة مع الدول العربية واستطاع الحد من تيار الفساد الجارف واعاده الى حدوده الطبيعية بنسبة عامة قد توجد في اي دولة تحت بند المخالفات
ان سياسة هذا الحاكم تتسم بنوع من الغموض الايجابي وهذا سر قوته (الاداء الصامت) على عكس الرئيس انور السادات صاحب القرارت السريعة وناصر صاحب الشعارات والافراح الشعبية
لا بد من النظر الى ايجابياته لانه حقق انجازات لمصر ولا بد من دراسة الفكر الاستراتيجي لسياسته التي اكدت مع الوقت كفاءة وفعالية اداءه ووضع مصر في عهده وما كانت عليه من قبل واخر ما اقول انه رجل وطني صميم وهذه حقيقة اجمع عليها مناصروه ومعارضيه.
--- الانتخابات الرئاسية القادمة في مصر : سنعرض بعض الافكار ومن خلاالها نصل الى هدف موضوعنا الرئيسي وهو مصلحة مصر لان في صلاح هذا البلد صلاح لعالمنا العربي على الاجماع ولوضع المنطقة ككل ولخدمة القضية الفلسطينية وقضايا اخرى هامة لمصالح البلاد
ان مصر لم تخض معركة انتخابية حقيقية منذ قيام الثورة وانتهاء عهد الملكية واول محاولة كانت بدايتها من عند اللواء محمد نجيب الذي اراد عودة العسكر الى ثكناته ونظام ديموقراطي وتعددية حزبية وانتخابات حرة فرفض عبد الناصر واعتقله ونفاه الى الاقامة الجبرية وفضل نظام حكم الثورة (حكم العسكر) وقد حررت اسرائيل بيانا في ذلك العهد الى وسائل الاعلام تقول فيه ان مصر تدار لحساب شخص واحد وسياسة تنطلق من عقل واحد ولذلك فهي بلد لا يستحق ان يعيش فيه شعب .
واليوم ظهرت رغبة البعض في تحمل المسؤلية في ادارة شؤن البلاد عن طريق الترشح للرئاسة طموحا للفوز بهذا المقعد لادارة شؤن البلاد.
وفكرة التجديد او التغير احكمت فك الاطباق على معظم ابناء الشارع المصري وخاصة في مياديين الشباب الذي تملؤه امال وطموحات مختلفة علما بان التغير المباشرالسريع في نظام الحكم لهذه البلاد بعد هذه الفترة الطويلة قد يعرض مصر الى تجربة مريرة صعبة ويخل في توازنها عموما
---- المواطن العربي المصري (والبلاد العربية ):
يفتقر المواطن العربي الى امور كثيرة في عالمنا العربي ولا بد ان نتعرض الى عناوين هذه النقاط
ونتعرف عليها
1- الوعي السياسي : اول بند تحت هذا العنوان هو الامية وكانت تطلق سابقا هذه التسمية على من لا يجيدون القراءة والكتابة ولكن اليوم ممكن اطلاق هذه الصفة على رجل متعلم يحمل شهادة جامعية
لماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لا بد ان نورد شاهد بسيط يبسط لنا موضوع الفهم في هذه النقطة , عندما كنت في الاتحاد السوفياتي قال لي طبيب روسي هناك ان المريض الروسي متعب جدا فسالته عن السبب فقال عندما اشخص حالة مريض ولنقل مرض السكر فبمجرد خروجه من العيادة يتوجه الى اقرب مكتبة ويقوم بشراء مجموعة كتب عن هذا المرض ويدرسة بشكل جيد وفي الزيارة التالية يبدا يقحم نفسه معك في دورك كطبيب ويتدخل بسبل العلاج التي تقدمها له وبالتالي يتعبك جدا .(المريض العربي يقبل باي دواء لؤميته بالمرض) ان مواطنينا متعلمين ولكنهم غير مثقفين وغير مطلعين فاذكر في روسيا كنت ارى في وسائل نقل الركاب مئات من الاشخاص والكتب مفتوحة بين ايديهم ولا ارى مثل هذه الظواهر في البلاد العربية الا في بعض المقاهي التي يرتادها الكتاب .
ممكن ان يكون مواطننا خريج كلية الهندسة فهو متعلم لكنه غير مثقف لا يذهب لقراءة مرضه (السياسي) مثلا ولا يقحم نفسه مع الطبيب في اسلوب العلاج (الحاكم) فالحكم في البلاد العربية اداء افرادي ولا تزال العزلة قائمة بين الشعوب وحكامهم .
وثقافة مواطننا هي ثقافة وسائل الاعلام وهي وسائل غير امينة وقد تكون موجهة وتكمن خلف هذا التوجيه الوكالات التي تغذيها شركات تجارية قد تكون منافذ استخبارية خارجية قد تهدم شريحة فكرية في عقل المواطن الى حين يكتشف امرها
لان الدول المغرضة والاحزاب والجماعات التي تتصف ب (اللا شرعية ) تعتمد سبل مختلفة من الاعلام لترويج قاعدة فكرية تبني عليها اسسها الهادمة فيما بعد ولها افكار وشعارات مختلفة مثل (حرية الراي –الديمقراطية –التضامن ……الخ )
-----فاذا اعتبرنا الثقافة الاولى ثقافة الدراسة الجامعية --والثانية الثقافة الاعلامية ----وهنا اقدر ان اقول ان العبرة ليست في وجود الطعام (المادة السياسية ) ولكن العبرة بطريقة تناوله .
النتيجة :مواطننا العربي تنقصه الثقافة والاطلاع وهذا يعود الى تراكمات تاريخية طويلة مترسبة في اعماق طبيعته نتيجة العزلة والركود ونتيجة محاربة استعمارية للفكرالعربي وتعرضه لبرامج ثقافة موجهة خارجية طويلة الامد (ثقافة الهزيمة وعدم الثقة )
وهو يعتمد ايضا الاسلوب الارتجالي في ردود الفعل
والاسلوب العاطفي المباشر
ولا يعتمد العبرة بالنتائج بينما الانسان الغربي يتعامل مع كل شيئ بالمحاكمة العقلية ومصادر المعرفة كمثل (المريض الروسي)
نعود الى شاهد بسيط من تاريخنا القريب ابان اعلان الرئيس السادات عن عزمه لزيارة القدس هلل وطبل الشارع المصري فرحا وابتهاجا -انتهى الفقر – انتهى عهد الحروب –انتهى الجوع – تزول المرحلة الحزينة وتبدا ايام السعادة –
---بالمقابل ماذا فعلت اسرائيل :ارسلت اسرائيل فور اعلان الخبر عشرة من كبار اساتذة علماء النفس الى مصر لدراسة ردود افعال الشارع المصري حتى اذا ما اعطت اسرائيل اي قرار يكون لديها تكهن مسبق عن ردود الافعال المتوقعه عنه ,ثم بعد ذلك كلفت مؤسساتها المختصة بدراسة كل الافتراضات الممكنة التي دفعت الرئس السادات الى عرض الزيارة لتستطيع ان تطرح الاسئلة من خلال الافتراضات كي لا تتعرض لجواب ارتجالي ينتج عنه احراج امام الموقف الدولي وبالتالي تتعرض لتقديم تنازلات ومن خلال هذه المعطيات ستقرر ان تقبل الزيارة ام لا .
ليس لدينا كعرب طريقة تفكير مشابهة وليس لدينا مؤسسات لصناعة الفكر السياسي واورد مثل عن دراسة خارجية لجامعات اميركية وبريطانية تصف فيها طبيعة المواطن العربي كدراسة
(ان شخصية المواطن العربي تتصف بالمثالية الساذجة التي تدفعه للتضحية وسرعان ما يتخلى عنها )
وهذه واضحة من خلال تجربة الثورة ومن خلال تعاملات الموظفين في الدوائر الحكومية على نطاق اي سلطة ولو كانت وظيفة بسيطة
(التعصب الديني وهو التعالي والشرف المقرون بنوع من النقمة وليس الكبر )
(التقشف ) والمقصود به الشح وليس سواه
الحساسية تجاه الاهانة وهي تبث طبيعة الثار والضغينة لزمن وعدم القدرة على المسامحة
هل وصلنا فكريا في تاريخا المعاصر لدراسة طبائع وسلوك الشعوب التي نتعامل معها
والمهم عاد السادات من القدس وانتهت ليلة الدخلة وعاد كل شيئ الى طبيعته واصبح الحدث زيارة عابرة وعاد الشارع المصري الى قنوطه من جديد
2-هيكلية افكر السياسي في الشارع العربي :
ان عملية اخذ القرارات السياسية في الشارع العربي تفتقر الى الهيكلية وتغلب عليها طبيعة الفكر العشوائي
ان الفكر يحتاج الى قادة للفكر وهذه الفئة من المفكرين غالبا ما تكون فئة مستقلة حرة لا تنتمي الى حزب او منظمة طبيعتها الاعتدال تتناول كل مواضيع العلوم كل في مجاله وتعطي فلسفة عامة تبث الالهام لكافة فئات المجتمع وتمثل القاعدة الفكرية الاساسية التي يقف على ركائزها فكر المؤسسا ت الاجتما عية والاقتصادية و السياسية والاحزاب ……الخ
فالكلما ت هي ادوات فعالة – فهي تمثل الافكار – والافكار هي اهم شيئ ويرمز الى هؤلاء ب (فلاسفة علوم العصر) وهؤلاء هم اول فئة تقوم الانظمة الدكتورية بمحاربتها والقضاء عليها لتسهل عليها عملية السيطرة على الشعب وبعد ذلك تقوم ببث ثقافة اعلامية موجهة وثقافة الشارع الاستخباراتية المنظمة
ان فئة الفلاسفة هذه عادت اليوم الى الظهور في مصر من جديد مع تصعيد الديمقراطية وحرية الفكر لكنها لا تزال بعيدة قليلا ولم تقترب وتتفاعل مع الشارع المصري مباشرة ولم تبدا بالتواصل مع الاجهزة والمؤسسات الحكومية والقواعد الشعبية .
ومثل بسيط اطرحه ( الدكتور زويل رفض فكرة ترشيح نفسه للرئاسة وصرح بانه رجل في خدمة العلم ) والعلم بدوره يخدم شخص الحاكم والسياسة بافاقه المبدعة
مثلا : في عهد الرئيس الاميركي ريجن وجد لديه قصورا في جهاز الاستخبارات فطلب من الوكالة الفضائية ان تضع احدث مخترعاتها في تصرف هذا الجهاز من اجل تطوره
والرئيس اوباما الحالي مثلا يضع الدكتور زويل في مجموعة مستشاريه من اجل مستقبل اميركا
واليوم في مصراننا في ذيول مشكلة قضى عليها الرئيس مبارك تقريبا وهذه المشكلة كانت السبب الرئيسي في سقطة الاتحاد السوفياتي وهي مشكلة سكانية ديموغرافية ونقص في العمال وموضوع عدم كفاءة ومعدلات النمو الاقتصادي المتدهورة كانت مصر في العهدين السابقين قد غاصت في مثل هذا الوحل لكنها اليوم تقريبا خرجت من هذه الازمة والمتبقي هو جزئيا ت بسيطة جدا اليو م ,فمصر تضم نخبة علماء ولكنها بسيطة وتضم شريحة كبيرة من المتعلميين غير المثقفين (انصاف مثقفين) وتضم شريحة كبيرة من الشباب الجاهل الامي الذي يمتلك الطاقة ولكنه لا يجيد عمل شيئ وهذه الشريحة خطيرة وسهلة المنال وممكن توجيهها والتحكم بها لااغراض قد تكون غير شرعية قد تؤدي الى فوضى واعمال عنف
2- شص الديموقراطية : (العصا والجزرة ) ان فكرة الديموقراطية ممكن ان تصبح طعم في شص تقدمه اي ادارة جديدة لشعب يحس بانه مقهور من حاكمه ومثلنا في ذلك رجل كان في يده قيد وتمت ازالة هذا القيد فانه سيحس لفترة ان القيد لا يزال في يده بسبب طول الوقت ولم يدرك بعد طعم الحرية الحقيقي لانه لم يالفها بعد كغذاء حيوي ولا زال في سكر العبودية ان شعب مصر اليوم هو شعب حر سياسيا ويمتلك كل سبل الديموقراطة ولكنه لا يزال يحس القيد في يده ويعود لزنزانة في اخر اليوم لينام فيها وبابها مفتوح فنخاف عليه اليوم من ان يقدم له اي شخص طعم الديموقراطية في شص يعلق به ويخدم مصلحة فئة غير صالحة بدون قصد فالعبرة ليست بالعناوين لتصدير قررات جماعيرية فالعنوان هو نقطة في طريق كلافته
توضع على باب متجر واذا لم تكن هذه العناويين السياسية تتضمن نقطة البداية (الجذر التاريخي للحدث او المرشح ) ونقطة النهاية التي هي الهدف من المشروع السياسي عندها لا بد من وضع اشارات الاستفها م
لان القرار يولد من الوعي ومن الفلترة السياسية في مؤسسات صناعة القرارا السياسي وقد انشئت في بلاد العالم المتطور منذ زمن اكاديميات تدرس فيها احدث العلوم والمناهج لتعلم اصدار القرار السياسي الصائب
فلا بد من وجود هذه الاجهزة والاكاديميات الجامعة لكبار العلماء ومدارس للتفكير الاستراتيجي يخططون مستقبل البلاد ويصنعون قراراتها على كافة الاصعدة سياسية اقتصادية اجتماعية فنية عسكرية …..الخ
لان الجو العام كله محاصر بالفساد والطائفية المرتبطة بالعصيان التي تولد الارهاب فلا بد من وجود مؤسسات ذات اهلية اكاديمية تتم فيها صناعة القرار وتكون على اتصال مباشر مع الشعب بوسائل شرعية علنية معروفة فالشعب اليوم (المصري) يمتلك الديموقراطية لكنه يسيئ استعملها ويطبقها بطريقة عدم الشرعية لقلة وعيه السياسي ولحداثة التجربة لديه (وظهر ذلك في تورط الصحافة ببعض ا لانباء المغلوطة التي ادت الى احداث فوضى) فاليوم شروط نجاح اي حملة انتخابية هي اقناع الشارع بشخص احد الناخبين من خلال برنامجه الانتخابي فاذا كانت عقول الشعب راسخة بفكر سياسي صحيح لن يستطيع اي مغرض النيل منه سيما حين يتلاعب الحاوي بمجموعة من اوراق اللعب لا يستطيع المرء ان ايتاكد من ان ما يراه او يسمعه هو جسد الحقيقة ان الشعب المصري اليوم يمتلك الديموقراطية الكاملة الحقيقية لكنه يفتقر الى شيئ لا يعرف انه يحتاج اليه وهو الهدف من الديموقراطية او مرحلة ما بعد الديموقراطية وهو الحق المدني او حق الارادة و تقرير المصير وهنا لابد من وجود رقابة تمنع احتكار العمل السياسي لان السلطة لا تزال في معظم بلدان العالم العربي سلطة قبلية وهذه الحالة تسمح بتركيزها في يد واحدة وهي تمتلك القرار لذلك لا بد من تبدل السلطات بشيئ اسمه استراتيجيات ,وصراحة ان مانحن فيه اليوم هو بداية المخاض السياسي لدى الشعب للوصول الى هذه النقاط الاساسية لانه لا يمتلك بعد الاهلية التي تخوله لنول حقوقه المدنية (حق تقرير المصير) ولا يمكن للمرء امتلاك هذه الارادة بدون مؤسسات تحضره فكريا وتضعه على مستوى شعوب العالم المتطور فهو يحتاج الى الحضارة المدنية فاننا اليوم احوج الى الثورة الاجتماعية قبل موضوع الرئاسة والتغيرلاحداث تغيرات اجتماعية داخل الوطن العربي هذه التغيرات توقفت منذ زمن بسبب الوضع الوطني والقومي وهي الان تفسخ المجتمع .
فشعب شوارعه متسخة ولديه همجية لا يقدر على تقرير مصيره واعتذر لقولي هذا ولكن هذه هي الحقيقة
ان اول سمات هذه الحضارة هي الثقافات العامة ظهور الفنون الرفيعة من نحت ورسم وموسيقى راقي ….الخ فاناقة البلد وشوارعه وحدائقه وطريقة تداول الحوار فيه وتعاملات الناس هي المقياس للحضارة المدنية .
واظن ان هذه الامكانا ت لا تزال غير متاحة بعد
ونقول ان مواطننا اليوم لا يزال ضعيف ومن السهل جره الى اداء سياسي خاطئ وفوضى لذلك لا بد من اعطائه نوع من الصفة ليتمكن من تقرير مصيره وتحديد اهدافه .ان اكبر دليل على ما اقول ابان حرب النكسة كان على حكومة ناصر التنحي عن حكم البلاد تلقائيا وقام ناصر ببث بيان عن طريق الاذاعة يعلن فيه عن رغبته بالتنحي فتمسك به الشعب المصري مجددا ليقودهم لضياع جديد وهذا مثال يؤكد ما اقوله
-4 هيبة المواطن : ان الهيبة هي عنصر من عناصر القوة وهي اهم شيئ يعطى للمواطن من صفات ليتملك في امكانية تقرير المصير (فالعبد لا يحكم ) وكيف ذلك ونحن نتسول على ابواب السفارت الغربية بحثا عن تاشيرة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فلا يزال مواطننا فاقد الهيبة
-5-الوعي السياسي : ان اول خطوة للقدرة على تقرير المصير هي الوعي السياسي الكامل واذكر مقولة لماوتسي تونغ الذي يضبط اختلاف الاراء ليس قمعها وانما الرجوع فيها الى القانون
وليس لدينا هذه التقنية في شارعنا المحكوم بالهمجية فالوعي السياسي تحكمه عوامل كثيرة اهمها
---معرفة التاريخ السياسي والجذر التاريخي للاحداث ( وهذا يحتاج الى اجتهاد شخصي في الثقافة )
-----طريقة مناولة الموضوع :الطريقة العلمية من خلال مؤسسات شرعية ذات صفة مستقلة )
-----الهذف النهائي وخدمة الهدف جماهيريا وحكوميا ذلك لان المؤسسا ت العربية مؤسسات سلطة بما فيها طبيعة المواطن العربي وليست مؤسسات هدف بينما في الغرب المؤسسات هي مؤسسات هدف حيث تصبح السلطة هي المسؤلة عن تحقيق الهدف وتلبية مصالح الشعب بل وتصير شرعيتها من خلال قدرتها على تحقيق هذا الهدف
ان مواطننا ايضا يمتلك هذا الطابع السلبي وامثلتنا كثيرة الثورة التي اطاحت بالملكية في مصر كانت تخدم هدف وبعد ذلك صار الهدف هو خدمة مصالحها الشخصية كاي نظام فاسد في الوطن العربي وبلدان العالم الثالث
الم يكن هؤلاء مناضلين ومن صميم الشعب وسقطو تحت اغراء السلطة والمال وتعود لتحصل القطيعة بين السلطة والشعب في مثل هذه المواقف لانه لا يوجد اصلا جهاز اتصال بين السلطات العليا والشعب بحسب التسلسل الهرمي لنظام بناء الدولة
اليوم نحتاج الى اعادة تشكيل المواطن العربي ليستطيع ان يحدد حقوقه المدنية ويقرر مصيره فالى اليوم هو غير قادر على هذا الاداء ولا يعرف ماذا يريد وممكن اجراء اختبار على مثل هذا الامر باجراء لقاءات اعلامية عشوائية في الشارع تطرح السؤال انا متاكد ان احدا لن يعرف الاجابة الصحيحة وستكون الريبة كبيرة .
هذا الامر تحقيقه صعب وتعوقه الامور الكثيرة واولها البيروقراطية الممتزجة بالفوضى العارمة ضمن تيارات اخطرها التيار الديني والطائفية لان اكبر خطر ممكن ان تتعرض له البلدان هو تحول المعارضة الدينية الى معارضة سياسية لتتصل فيما بعد بكل فكر ثوري في العالم وتصير جزء من الارهاب
والشيئ الذي لا يمكن حسابه هو فكر مغلوط تحت قائمة الاحتمالات المفتوحة .
-6- المعارضة المعتدلة: ان المعارضة المعتدلة المزودة بسبل الديموقراطية هي اكبر سبيل اهزم الدول العظمى وتحقيق المعجزات. واللمعارضة السلبية
هي المعارضة المزودة بالجهل التي تتسم بالتمرد وليس النقد البناء لكشف الفساد وهي اخطر على البلدان وهي مخلة بالامن القومي لان دعم التمرد سهل وكلفته قليلة في بيئة مهيئة له وغايته تكون الهدم والاخلال بالامن القومي وهذا ما نخشى منه على الشعب
الخلاصة والنتيجة النهائية من الكلام
لا بد من وضع خطة تنفيذية لشبابنا الجديد من خلال انشاء مؤسسات شرعية عن طريق اشخاص امناء وطنيين وهم موجودين في مصر اليوم والسماح للعقول العلمية المفكرة بالتفاعل بفلسفتها الحديثة مع كل الجهات تتحلى بالخبرة الانسانية تضع خطة لتحقيق هذا الهدف وتكون لها صفة العلنية والشرعية والاعتدال
وتكون بمثابة الشرايين التي توصل الافكار بين السلطة والشعب .
ومن خلالها يتم تاسيس مؤسسات صناعة القرار من خلال اشخاص لهم تاريخ وطني داخل مصر والعالم العربي وتوجهاتهم معروفة فالموضوع المصيري للبلاد ليس سهل ولا تنفع فيه السرعة ويحتاج الى الصبر السياسي وليس(سلق بيض)فهذا مصير شعب ووطن واي قرار مغلوط من اي جهة سياسية قد يكلف البلد مزيد من الخسائر وكثير من الصبر ثم ان رجل واحد لا يستطيع تغير مصير شعب كامل فلا بد للحاكم من مؤسسات تدعمه وتقدم له المساندة السياسية وتكون على اتصال بالشعب عن طريق لجان شعبية او ما شابه وعلى غير ذلك يكون عطاؤه محدود .
والى هنا اظنني قد اعطيت رؤوس اقلام لما هو في جعبتي حول هذا الموضوع وفيما يلي سؤلي دراسة لكل بند باذن الله واحب في نهاية الحديث ان اعطي راي اخير واظن فيه نوع من الصواب
لا بد من استشارة الرئيس مبارك نفسه في هذه الامور السياسية الحساسة لان هذا الرجل يحكم البلاد بادارة حكيمة منذ زمن (وشعب مكة ادرى بشعابها)فهو الاكفاء في وضع برنامج انتخابي جديد يضمن سلامة البلد
فانا اتمنى ان لا تدخل مصر في دهليز مظلم مجددا واضع راي بكل تواضع كوني كاتب مستقل لا اخضع لتوجيه في كتابتي من احد ولكن التوجه الحقيقي تفرضه الظروف والمواقف وطبيعة الداء تحتم الدواء
ومصر بمايحدث فيها من حراك سياسي واضح للجميع وشرعي ذاهبة الى التغير الهادئ والذي ق يراه البعض بطيئ ولكنه سينجح في النهاية دون احداث كوارث داخل الشارع المصري باذن الله اذا تم وفق خطى مدروسة
مصادر البحث
الفساد علوي حافظ
الحجاب بوب وود وارد
المبادرة محمد حسنين هيكل
شخصية مصر جمال حمدان
فن الحوار زهير جميل كنبي
كتبه نبيل البحر
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)