ان اختلاف الاراء في العقائد الدينية في الشرق الاوسط هي العصا التي يتكئ عليها الغرب والدول الطامعة في تحقيق ماربها لدينا ولتزيد المنطقة تشتتا وتفسخا
مدخل الى الموضوع : لا بد من تسليط الضوء على النقاط الجوهرية التي اختلفت عليها هذه الديانات في خطوط عريضة بعيدا عن الدخول في التفاصيل والجدل الذي يؤدي الى السفسطة ويسقط الحوار , الديانات السماوية في الشرق كما نعلمها اليهودية المسيحية والاسلام اجتمعت هذه الديانات على نقاط واختلفت على اخرى مما جعل اطرافها احيانا غير قادرين على تحقيق التوازن في المعايشة على ذات الارض وقد نشبت بينهم نزاعات وصلت الى الحروب الدموية بسبب اطراف مغرضة( وكان الله وضع لنا الدين لنتنازع عليه باسمه ) سببت هذه النزاعات تشتت الصفوف بين العرب اضافة الى عوامل اخرى خارجية فما هو السبيل اليوم الى حل هذه الازمة التي تعتبر هي الازمة الثانية بعد ازمة الموارد . سيما ان الصراعات اليوم تزداد في العصر الحديث وتاخذ مختلف الاشكال .
_ اليهودية : وكتابها التوراة (العهد القديم) وتبدا القصةالتوراتية من عند ادم ابو البشر وتبدا السيرة اليهودية فيها من عهد سيدنا ابراهيم حسب القصة التوراتية وتنتهي بولادة المسيح من مريم العذراء وهي يهودية ويبدا العهد الجديد .
_ المسيحية : وتبدا الديانة المسيحية منذ ولادة السيد المسيح من العذراء مريم اسس السيد المسيح الكنيسة بتعاليم شفوية ولم يترك شريعة مكتوبة رفض السلطة الزمنية وصرح ان مملكته ليست من هذا العالم واما ا الاناجيل كتبت بعده من تلامذته كرسائل لملوك في عهد كان الناس على دين ملوكهم وتعتبر المسيحية الانجيل من مفرزات الكنيسة وليس العكس .
الاسلام : جاء الاسلام بعد المسيحية ونبيه محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم واتى بمنهج القران الذي نزل اليه عن طريق الوحي قران عربيا بينما الكتب السالفة ترجمت الى العربية من العبرية والارامية واليونانية .
-اوجه الخلاف الجوهرية بين هذه الديانات السماوية :من حيث اليهودية والمسيحية لم تومن ملة من اليهود بالمسيح وامنت اخرى وذلك لان اليهود ينظرون الى المسيح كقائد حربي يوحد ويجمع الشعب ويخلصه من عهود الاضطهاد
بينما المسيح الذي جاءهم كان رجل فقير يعمل نجارا ولا يمتلك سوى رداء وعصى وبالتالي لم يجدو فيه الرجل المطلوب اسوة بداود وسليما ن وبعد ذلك المسيح جاء بوعد من الله مخلصا لشعب اسرائيل فقط بينما المسيح الذي جاءهم رجل التفت وقال باب الدخول في دينه مفتوح لكل الامم فرفضوه وانتهى الامر بصلبه بطلب من اليهود في عهد بيلاطس البنطي حسب الرواية في الانجيل .
- واختلفت المسيحية والاسلام : على نقط جوهرية في صلب العقيدة
- ليس في المسيحية تنزيل اما في الاسلام القران منزل
-تؤمن المسيحية بالثالوث (اب ابن روح قدس ) وهي الاله الواحد بنما الاسلام يرفض فكرة الثالوث ويومن بالله الواحد فقط .
-المسيحية تومن بطبيعتين للمسيح (الهية وبشرية ) بينما الاسلام يوكد الطبيعة البشرية فقط
- ترى المسيحية ان المسيح هو احد الثالوث وهو الابن واكثر من نبي فهو جزء من طبيعة تكوين الاله بينما الاسلام يعتبره نبي كسائر الانبياء
- المسيح صلب بارادته حسب الانجيل بينما الاسلام يوكد انه شبه له
-واخرا يطرح الاسلام وجود كتاب الانجيل المقدس منزل الى النبي عيسى وان فيه نبؤة تشير الى شخص النبي محمد صلى الله عليه وسلم وان الكتب الحالية هي نسخ مزورة ومحرفة في كلا العهدين
-النتيجة الاخيرة : اليهودية الحالية لا تومن بالمسيحية لعدم ايمانها بشخص المسيح عدا من امنو به وصاروا في ادراج المسيحين تاريخيا , ولا تؤمن ايضا بالاسلام نهائيا
- المسيحية تؤمن باليهودية بصفتها شريعة العهد القديم للكتاب المقدس ولكنها لا تؤمن باليهود الباقين لانها تعتبرهم في ديانة بائدة
- المسيحية الباقية في الشرق بعد الاسلام لا تومن بالاسلام ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم لان الخلافات في صلب العقيدة واسعة وكبير ة
- الاسلام يعترف بالديانتين وانبياءهم وكتبهم ولكنه لا يعترف بايمان اليهود والنصارى الحالي لعدم ايمانهم بنبي الله محمد وانه خاتم الانبياء كذلك لا يعترف الاسلام بالكتب الحالية توراة وانجيل كونها كتب محرفة
اظنني اعطيت فكرة موجزة في اساسيات الخلاف بين هذه الديانات الثلاث في جوهر العقيدة بما يخدم موضوعي الذي اكتبه .ملاحظة ( اقصد بالمسيحية الكنيسة الشرقية فقط الام دون انشقاقات وكافة الطوائف الام في الديانات ).
ودارت الرحى : لابد لي الان من ذكر الاصل التاريخي لهذه الشعوب في الشرق التي تداولت هذه الديانات السماوية ,يروي الترمذي ان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قال سام ابو العرب ويافث ابو الروم وحام ابو الحبش .
- القبائل العربية التي اعتنقت اليهودية : ذكر ابن قتيبة في حديث عن اديان العرب في الجاهلية ان ليهوديه كانت في حمير وبني كنانة وبني الحارث بن كعب وكندة وبعض قضاعة وبعض المصادر تذكر ان اليهودية وجدت في بعض الاوس من قبائل الانصار , وبني نميروبعض من غسان وبعض من جذام ومن شعرائهم السموال بن عادية والسموال هو جد صفية بن حي بن اخطب لامهاء وهي يهودية وقد تزوجها الرسول عليه الصلاة والسلام وكانت تفتخر على نساء الرسول بانها زوجة نبي ومن نسل نبي هو هارون عليه السلام .
- ومن قبائل العربية المسيحية قبيلة الغساسنة وبني تغلب والمناذرة والخميون وشيبان وقضاعة وبلقين وعذرا والبهراء وتنوخ وطي والنبطيين ومن شعرائهم ( امرؤ القيس وعمر بن ابي ربيعة وطرفة بن العبد )
وفي قريش من قبائل المسيحية بن اسد بن عبد العزى ومنهم عثمان بن الحويرث بن اسد
كانت تشترك هذه القبائل بذات الحضارة والعادات والتقاليد واللغة والموسيقى وربطتها الانساب والاخلاط الدموية عبر تاريخ المنطقة فيما لا يعد ولا يحصى ( العرق السامي )
الان استوضحنا بعض وجوه الخلافات العقائدية وكذلك وجوه التقارب الدموية والحضارية وان كل هؤلاء تربطهم رابطة واحدة هي العروبة وهي التي افاضت هذا الاسم على هذا العرق السامي الفريد من نوعه
و اظن ان اليهود في الغرب اطهدو بسبب العداء للعرق السامي في الغرب واحرقتهم النازية لسبب عرقي
كانت شعوب هذه المنطقة فيما مضى متعايشة بشكل جيد وعارفة لانسابها وقبائلها في كل البلاد
واليك مثل بسيط الموارنة عندما لاقو الاضطهاد البيزنطي في سورية هرب جزء منهم الى لبنان والاخر بقي في حلب بين المسلمين السنة واحتمى بهم فلو لم يكن هنالك تعايش لما حصل ذلك وحروب المسيحيين مع صلاح الدين ضد الحملات الصلبة التي استهدفت الشرق والكنيسة الشرقية
دخلت معظم هذه القبائل في الدين الجديد الدين الاسلامي الحنيف وبقيت اقليات في اليهودية والمسيحية
وكان الحكم في هذه البلاد اسلاميا واتهت عهود الخلافة الاسلامية وكان اخرها الدولة العثمانية التي اغتصبت الخلافة بذريعة الدين وبدا عهد النظم الجمهورية وظهرت عن هذه الديانات طوائف كثيرة منشقة ولكن كله سابقا كان في طور الاقليات وكانت كلها متعايشة بسلام نسبي
ولكن في العهد الحديث مع زيادة السكان بدات هذه الاقليات في الشرق تعود لتنمو وتشكل كتلا كبيرة مما يزيد حجم الخلافات بزيادة العدد
الينبوع : لايوجدديانة تمنع الاخرى في الديانات السماوية
وعلى الرغم من اختلاف العقيدة بقي الكل عربا
( لاتهدى من احببت ان الله يهدي من يشاء) اكد الاسلام التعايش 256 الاية القرانية التي تحرم الاكراه في الدين
والاسلام يسمح للمسلم بالزواج من اي كتابية وان تبقى على دينها
ومن منا اختار ولادته على مله
المسيحية تستنكر السلطة الزمنية ولا تتطلع اليها وفق لتعاليم المسيح (كنيسة الشرق )
واليهودية وليس (الصهيونية) هي التي جاءت على تركتها كل الاديان واليهود المتدينين رفضوا قيام دولة اسرائيل
باعتبارهم شعب معاقب من الله وينتظرون المسيح حسب معتقداتهم
وفي الاسلام انتهى عهد الجهاد المسلح ( الجهاد الاصغر) وجاء زمن الجهاد الاكبر جهاد النفس والتبشير بطريقة الدعوة
ان السيرة الالهية في موضوع الدين متتالية تشبه ماء الينبوع
الذي ينساب من اخاديد الجبال (ضمير الله ) الى الينبوع ( رسالة الانبياء ) الى مجرى النبع ( صحابات الانبياء) الى النهر (المؤمنين) ثم الى المصب (العالم والامم ) لكن هذا الماء خلال عبوره بكل هذه المسالك لا بد من ان يغير خواص كثيرة فيه لانه سيصير الى طبيعة البشر بعد ان كان سماويا لندركه ونفهمه بحسب عقولنا الضعيفة فما بالك اذا دخل هذا الفكر الى العقول الفاسدة فماذا تفعل به وكيف تتداوله فهل يعود صالحا للشرب او العمل به كمنهج وكيف ستترجمه هذه الطوائف الى تصرفات بين العقائد المختلفة من هو المسول اليوم عن تصعيد الطائفية الاسلام ام المسيحية ام اليهودية الله بكونه عالم غيب يعرف ذلك مسبقا فوضع لنا حدود التعايش وهي واضحة من لسان الانبياء في كل عهد المسيحية تدعو الى المحبة والاسلام الى الرحمة واليهودية الى طاعة الله والحكمة وواضح كله في سير الانبياء من المستفيد اليوم من ذلك ومن السبب
ان المتشددين (الاصوليين) من كل طائفه هم السبب وهم اصل الانشقاقات في العصر الحديث وهم متعاونون مع رجال السياسة ووراءهم بعض رجال الدين يتاجرون بالعقيدة لمصلحة السلطة والمال ويتركوننا نتعفن في بؤر الطائفية ونغرق بالدماء اما م مصالحهم التي لاتشبع حرب المال والسلطة
لابد من مشروع ديني واع في كل الطوائف اليوم لاستئصال الاورام الخبيثة في كل ملة وهذا يحتاج الى رجال ديين خلصاء يدعمون هذا التيار ويلاقون مساعدة ودعم حكومي لهذا المشروع لحماية الناس البسطاء وحماية عقول الشباب وتزويده بالعلم والمعرفة بدل الجهل والتعصب بدل ان يجري خلف شعارات دينية زائفة اصحابها انفسهم لا يؤمنون بها وايمانهم بالمؤسسات التي تدفع لهم وتزودهم بالمال والسلاح الذي يعطونه لشباب اغرار ليقتتلوا به عن غير حق ان قضية الطائفية هي القضية الثانية في الشرق الاوسط بعد قضية الموارد
فانتبهوا ايها الحكام
النتيجة : ان العروبة اليوم هي الحقيقة الاولى في منطقتنا وهي الوعاء الذي يضم شعب المشرق كله ودياناته نحن نرتبط بروابط الدم واللغة والتاريخ الجغرافي والمصير المشترك فالعطشان لخامة في ارض
العرب لا يسال هل الذي فوقها مسيحي ام مسلم ام يهودي وارض الوطن ليست حكر لملة ستاثر بها دون اخرى
لابد ان ينصر العربي اخاه العربي ضمن دائرة وتحت مسمى نحن عرب والا سيباع هذا الوطن جزئيات ويضيع والمستعمرون سيبررون وجودهم فيه انهم الاكفاء والاحق بخيراته لاننا شعوب لا نستحقه ولا نستحق ان نكون فيه سوى عبيد لنقدر قيمته فارجو من كافة الاطراف القيادية السياسية والدينية التازر لحل هذه الازمة وفي حالة السوال سيقول الجميع نحن متعايشون واقول لكم انتم متعايشون على مضض وكل منكم ينتظر لحظة ليفتك باخيه العربي الان نحن بحاجة الى فلسفة جديدة فكما تعلمنا الطائفية لا بد ان نتعلم الحب والتعايش
لتصير ارضنا جنة لعربها اللهم فاشهد اللهم اني قد بلغت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق