كتبه نبيل البحر
لا يغير الله ما بقوم حتى يغيرو ما بانفسهم اكتب هذه الرسالة الى اخوتي وابناء عمومتي من كل الاديان في سورية
بسم الله الرحمن الرحيم انني اعني ما اقوله حقا في هذه الرسالة مبتعدا عن الذم واللوم محترما كافة الأديان السماوية والعقائد ورسالتي هي لفت نظر وعتاب بين الاهل والاحباء في بلدي سورية الذي احلم بالرجوع اليه على مشوار الغربة الطويل
لابد لنا من العودة الى التاريخ والالتفات الى ما هو حولنا لنعرف ماذا كنا ومن اين بدانا والى اين ننتهي اليوم وغدا
نحن عرب اقحاح وبلاد الشام واليمن هي منابع العروبة والقبلية وقد اصطلح المورخون على تسميتها سامية نسبة الى سام ابن نوح عليه السلام وهم من ضمن البابلية والاشورية والفينيقية والحبشية والارامية تفرقت هذه الشعوب تاريخيا من العراق او الجزيرة العربية
البابليون والاشوريون سكنو العراق الفينيقيون سكنو سواحل سورية ولبنان
العبرانيون سكنو فلسطين الاحباش سكنو الحبشة والسودان العرب سكنو جزيرة العرب
وهم شعب قحطان سكن اليمن
وشعب عدنان سكنو الحجاز حتى العراق والقحطانيون هم اصل العرب ويعود نسبهم الى يعرب بن قحطان وهو اول الناطقين بالعربيةومن قبائلهم حمير وكهلان ومن اقسامهم الازد وسيدهم عمران بن عمر ولخم ومنهم نظر بن ربيعة ابو الملوك المناذرة
بنو طيئ كندة ....الخ
ان كل من ذكرو ومن لم يذكرو لكثرتهم هم ابناء واحفاد سام هذه القبائل من جد واحد واصل واحد ومنطقة واحدة والمراجع التاريخية موجودة للرد ومن هنا نثبت ما بيننا صلات الدم والقرابة والنسب الواحد
واستشهد بقوله صلى الله عليه وسلم
تعلمو من انسابكم ما تصلو به ارحامكم فان صلة الرحم محية في الاهل مثراة في المال منساة في الاثر ... وان صلة الرحم معلقة بعرش الرحمن من وصلها وصله الله وم نقطعها قطعه الله
وايضا قال صلى الله عليه وسلم .. اعرفو انسابكم تصلو به ارحامكم فانه لا قرب ابالرحم اذا قطعت وان كانت قريبة ولا بعد بها اذا وصلت وان كانت بعيدة
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه تعلمو انسابكم تعرفو بها اصولكم فتصلو بها ارحامكم
يوصينا رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم بان نلتفت الى صلاة الرحم وونوصلها ونعرف انسابنا والامور واضحة لدينا نحن اقرباء اخوة وابناء عمومة وبيننا اخلاط في البطون لا تعد ولا تحصى منذ بداية التاريخ والزمان
واعود الى قوله تعالى ياايها الذين امونو انا خلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا فان اكرمكم عند الله اتقاكم ... ما يخدم موضوعنا في هذه الاية الكريمة ان الله سبحانه وتعالى لو شاء لخلقنا قبيلة واحدة بلسان واحد واكتفى ... كما ان الله سبحانه تعالى انزل الديانات السماوية بالتتالي على هذه الامم والشعوب وهي من عندالله من عندنا بدات وصدرت للعالم كله
فما من مسلم اختار ان يولد مسلما وما من نصراني ولا يهودي اختار ان يولد على ملته وانما الله قدر لكل منا ملته بمولده
فلماذا نتصارع اليوم ونختلف على امور ديننا وهي من وضع الخالق وليست من وضع البشر الم يسال المعارضون لهذا المبدا انفسهم هذا السوال وهل سنرفض التارف والاطلاع على عقائدنا ونتنافس في فضيلتها بدلا من النزاع عليها واغضاب حضرة الله والسعي ليكون كل منا هو الاكرم عند الله في تقواه لم ينهنا الله سبحانه وتعالى عن معرفة بعضنا وتعارفوا تتم بالمعايشة كيف اعرف احدا دون ان اعايشه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اطلبو العلم ولو في الصين
وكانت الديانة في الصين بعهد النبي الكريم الزردشتية والبوذية وعقائد اخرى مشابهة ومع ذلك لم يمنع الرسول احدا من الذهاب الى هناك لطلب العلم يعني المخالطة والمعايشة والا كيف ستصبح المعرفة
فكيف سنمتنع نحن الذين تربطنا صلاة الرحم من مخالطة ومعاشرة بعضنا البعض
لا اذكر خلاال فترة وجودي في سورية انني تعرضت الى اختلاف مع جيراني واصحابي على الواضيع الدينية لشدة الصلة بيننا ربطتنا احزان وافراح ومواقف اكبر من الخلافات .... فلان صاحب ابوك وجدك يابني وبينهم عشرة عمر لا بد من خدمته وفلان انقذه ابوك من الغرق في نهر العاصي اذهب اليه سيخدمك لوالدك عليه جميل العمر وفلان يدين لجدك بمعروف وفلانه سهرت على مرض جدتك زمان لا بد ان نوازرها اليوم في محنتها
اكيد كلنا يشترك بمثل هذه الامور
فكيف لي ان اتنازع مع هولاء او امتنع عنهم او اكفرهم لانهم ليسو على ملتي عيب انا استحي من ذالك لا قدر الله هولاء اهلي الاحباء
الم يحارب اجدادنا في خندق واحد واباؤنا ضد المستعمر والكل يحكي لناذلك مسلمون ومسيحيون
مات صديقي فبكيته وحملت المولود الجديد اسمه وهو على غير ملتي لكن حبي له كان عظيم لاننا تربينا معا كاشقاء
ولا ننسى دعوة العمل وقل اعغملو فسيرى الله عملكم ورسوله والمومنون
انها دعوة لبناء الوطن وتاسيس الحضارة فها نحن قد دعينا الى التعارف والتعايش والعمل ومنهجنا الاخلاق والتقوى
ولا اظن ان هنلك ديانة سماويةفيها غير السلام مهما كانت فو طبق كل منا اصول دينه حقا فلن يكون هنلك سوى النجاح والحق والرحمة والدين معاملة
ولا يعارضني في ذلك احد لان سيدنا عمر ابن الخطاب رضي الله عنه عندما فتح فلسطين صلى في كنيسة القيامة فلو ان في ذلك شرا او اساءة لحضرة الله لما فعل
وعندما فتح سيدنا عمر فلسطين دخلها بدون قتال لان السكان والكهنة فتحوا الابواب للمسلين بدون اقتتال لانهم كانو ابناء عمومتهم لانهم كانو على علم باخلاطهم وانساب قبائلهم وحقنو دماء الاهل والاقارب
ونلتفت الى اقوال السيد المسيح
صلوا لاجل اعدائكم وباركو لاعنيكم
احبب قريبك كنفسك ومن طلب منك قميصك خفخلي له رداءك ومن سخرك ميلا فامش معه ميلين ومن ضربك على خدك الايمن فحول له الايسر
من منكم بلا خطأ فليرجمها بحجر .. من طلب قميصك فخل له رداءك ايضا
الكلام مفهوم وواضح مثالية مطلقة
ولم يحدد ان هذه المثالية فقط تكون مع المسيحيين بل كان الكلام عام مفتوح للانسانية جمعاء
وعندما جرب اليهود ان يجروه الى فتنة بقولهم له يا معلم هل ندفع الجزية لقيصر فقال لهم اعطو مال الله لله ومال قيصر لقيصر
ومن خلاال هذا الكلام ندخل الى جمله قالها سعد زغلول الدين لله والوطن للجميع ولشد ما وجدت تعليقات على هذه المقولة من رجالات الدين
اوليس الوطن لله والدين لله والشعب لله
مناقشة توصل الى لا شيء مجرد نقاش بلا جدوى .. وارد قائلا ان هذه المقولةبشرية فالله دفع الدين على لسان الانبياء والمرسلين كمنهج للاخلاق ونونوال اخرة الصالحة وهو شيئ غير مادي يناول بالقلب والعقل والدنيا دفعها الينا وهي الرغيف المادي الذي نتقاسمه والوطن هو هذا الرغيف لانه ارض نزرع نبني نتعايش ونمارس شعائر عباداتناعليها وهي حق لكل ساكن مقيم عليها مهما كا ندينه او لونه
وترجمتها في المسيحية التقاء الخط الافقي بالعمودي افقيا مع العالم وهو الناسوت وعاموديا مع الله وهو الللاهوت
ولدي استشهاد بسيط هنا ... الم يحارب المسيحيون مع المسلمون في فلسطين في عهد صلاح الدين ضد الحملات الصليبية التي استهدفت المسلميين ومسيحي الشرق وقد تنبهو لذلك واتحدو ضدهم وهبو لنداء الواجب المقدس والدفاع عن الوطن
لماذا لم يرفضهم صلاح الدين في جيشه
الاجابة واضحة
كانو متاعيشيين بسلام مستنيرين واهل دين
الخلاصة ....لا بد ان يصل الدين بمعتنقه الى الانسانية والسمو الاخلاقي واذا حققنا هذا الهدف وصلنا الى درجة الرقي وحققنا جزئة من الكمال والكمال لله وحده عز وجل يجب ان نتنحى عن الخلافات الطائفية لان الدين ينهي عن ذلك بكل نصوصه
فيا اخوتي وابناء عمومتي تريثو وفكرو ولا تتركو احدا يعبث بينكم والحقيقة واضحة لديكم لا تعطو الدين طابعا بشريا اتركوه بنزاهته السماوية
فان ههؤلاء ياتونكم بزي الحملان وهم ذئاب خاطفة قال السيد المسيح من ثمارهم تعرفونهم فالشجرة الخبيثة لا تعطي ثمرا صالحا والشجرة الصالحة لا تعط ثمرا خبيثا متى كانت تثيرنا الفتن الطائفية والجدل في الدين نحن السوريون البلد الذي لا يكتب على الهوية الشخصية او جواز السفر الديانة
فقط عربي سوري
بوركت يا وطني الحبيب لانك مهد الحضارة ومهد كل الديانات السماوية وبداية التاريخ فلتبق سالما غانما منعما الى ابد الدهر امين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق